افتتاح منجم الفوسفات في تبسة لتعزيز قدرات الجزائر الإنتاجية
تبسة، 16 نوفمبر 2024
أشرف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم السبت، على افتتاح مشروع منجم الفوسفات في منطقة بلاد الحدبة التابعة لبلدية بئر العاتر، جنوب ولاية تبسة. يُعد هذا المشروع جزءًا من خطة الجزائر لتطوير قطاع الفوسفات المدمج بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة إنتاج الفوسفات.
زيادة الإنتاج والعائدات المالية
أعلن الوزير عرقاب أن بدء تشغيل المنجم سيساهم بشكل كبير في رفع إنتاج الجزائر من خام الفوسفات إلى نحو 10 ملايين طن سنويًا. ومن هذه الكمية، سيتم تحويل 6 ملايين طن إلى منتجات أخرى معدة للتصدير. يهدف المشروع إلى تحقيق إيرادات تصل إلى ملياري دولار سنويًا من خلال تصدير المنتجات النهائية، ما سيعزز مكانة الجزائر كواحدة من أهم الدول المنجمية على الساحة الدولية.
عرض تقني شامل ومرافق البنية التحتية
خلال زيارته، استعرض عرقاب عرضًا تقنيًا مفصلًا حول المشروع المدمج، الذي يتضمن عمليات استخراج وتحويل الفوسفات في منطقة بلاد الحدبة. ومن ضمن المشاريع المرافقة، سيتم تطوير الخط المنجمي الشرقي للسكك الحديدية الذي يربط بين ولايتي تبسة وعنابة على طول 422 كيلومتر، إضافة إلى كهربة خط السكة الحديدية لزيادة كفاءته. كما تشمل الخطة إنشاء مصانع تحويلية لإنتاج الأسمدة، وهو ما سيساهم في توسعة الأنشطة الاقتصادية والصناعية في المنطقة.
آفاق المشروع وتوفير فرص عمل
أشار الوزير إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع المدمج في دعم الاقتصاد المحلي والوطني. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما يساعد على تحسين المستوى المعيشي للسكان وتعزيز التنمية الاقتصادية في ولاية تبسة والمناطق المجاورة.
تنفيذ المشروع بأيادٍ جزائرية وشراكة محلية
أكد عرقاب خلال المؤتمر الصحفي على أهمية تنفيذ المشروع بأيادٍ جزائرية وبالتعاون مع شركات محلية بالكامل. سيتولى مجمع “سوناطراك” بالتعاون مع “سونارام” تنفيذ جميع مراحل المشروع بدءًا من الاستخراج والإنتاج وصولاً إلى التحويل والتصدير. من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي في منجم بلاد الحدبة بحلول عام 2027، بعد استكمال كافة الأعمال التحضيرية والمرافق الداعمة.
أبعاد المشروع ومراحله المتكاملة
يتضمن المشروع تطوير واستغلال منجم الفوسفات في بلاد الحدبة بولاية تبسة، بالإضافة إلى إقامة مجمعات للتحويل الكيميائي للفوسفات في منطقة وادي الكبريت بولاية سوق أهراس، وإنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة في حجر السود بولاية سكيكدة. هذه المراحل التكاملية تهدف إلى تحويل الجزائر إلى لاعب رئيسي في سوق الأسمدة العالمية، مما سيعزز مكانتها كمنتج ومصدر رئيسي في المنطقة.
البنية التحتية ودعم الحكومة للمشروع
تعمل الحكومة الجزائرية على تسريع إنجاز المشاريع المتعلقة بمنجم الفوسفات، وذلك من خلال إنشاء خطوط سكك حديدية بطول يزيد عن 400 كيلومتر لنقل الخامات المستخرجة من المنجم إلى مواقع التحويل. كما أكدت السلطات التزامها بتوجيهات الرئيس التي تدعو إلى الاستفادة القصوى من الموارد المعدنية للبلاد. تُولي وزارة الطاقة أهمية خاصة لهذا المشروع وغيره من مشاريع الفوسفات بهدف تحقيق الاستدامة الاقتصادية وزيادة الناتج الوطني.