أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، يوم الثلاثاء بجامعة مولاي الطاهر في ولاية سعيدة، على اختتام فعاليات المسابقة الوطنية لإنجاز أول نظام تشغيل حاسوبي جزائري 100% باستخدام الأنظمة الحرة والمفتوحة.
خطوة نحو الجزائر الجديدة
أكد الوزير كمال بداري أن المشروع يمثل “لبنة جديدة وقوية” تضع الجامعة الجزائرية في صدارة مسيرة الجزائر الجديدة، من خلال تطوير نظام تشغيل حواسيب جزائري يحمل اسم “فنك أو أس”. هذا النظام يعتمد على برمجيات مفتوحة المصدر، ويهدف إلى تحسين الأداء المعلوماتي وتعزيز الأمن السيبراني في البلاد.
وأضاف أن هذا الابتكار سيساهم في دفع عجلة التطوير التكنولوجي، مشيرًا إلى أنه سيعود بالفائدة على الشركات الوطنية. كما سيُمكّن الطلبة الجامعيين من إنشاء مشاريعهم الخاصة وتطوير مؤسساتهم الناشئة، مما يعزز الاقتصاد الوطني القائم على التكنولوجيا.
“فنك أو أس”: نظام تشغيل جديد
تمثل نتائج هذه المسابقة الوطنية خطوة عملية نحو تحقيق الاستقلال التكنولوجي، حيث تم تسليم النظام الجديد “فنك أو أس” إلى الجامعة. النظام مبني على توزيعة “لينكس” المفتوحة المصدر ويتميز بسهولة الاستخدام والأمان العالي. ومن المتوقع أن يُوزع النظام على الباحثين والطلبة والشركات لتطويره بشكل أكبر وتحقيق قيمة مضافة.
تحفيز الابتكار والتطوير التكنولوجي
أوضح الوزير أن “فنك أو أس” لن يقتصر على تحسين أداء أنظمة التشغيل المحلية وتأمينها فقط، بل سيكون نواة لإنشاء عشرات المؤسسات الناشئة المتخصصة في البرمجيات. ويهدف هذا إلى خلق اقتصاد تكنولوجي مفتوح ومستدام، يرتكز على الحلول المحلية المبتكرة.
مشاركة واسعة ونتائج واعدة
من جهته، كشف مدير جامعة سعيدة، فتح الله وهبي تبون، أن المسابقة شهدت مشاركة 34 طالبًا وباحثًا جامعيًا، عملوا على تطوير نظام تشغيل محلي مشابه لنظام “ويندوز”. وستقوم اللجنة الوطنية للبرمجيات الحرة بالإشراف على اختيار الفائز، مما يعكس روح التنافس والابتكار لدى الشباب الجزائري.
الخلاصة
يمثل نظام التشغيل “فنك أو أس” خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن التكنولوجي الوطني وتقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية. كما يُعد هذا المشروع نموذجًا لتشجيع الابتكار والإبداع في الجامعات الجزائرية، مع فتح آفاق واسعة أمام الطلبة والخريجين لدخول عالم ريادة الأعمال التكنولوجية.